إذا سألتك أن تعدد لي خمسة من أحلام طفولتك على الأغلب سترد علي بالمقولة الشهيرة "هو أنا أصلاً فاكر أكلت إيه امبارح؟"، بل على الأرجح أنك إن لم تكن كتبت أحلامك فلن تتذكر -على وجه الدقة- ما هي أحلامك خلال سنة مضت!
قيل قديماً "الحبر الضعيف أفضل من الذاكرة القوية"، وأن كلمة "انسان" مشتقة من النسيان، وعلى الرغم من أن النسيان في حد ذاته شيء عظيم جداً (وإلا كنت إلى الآن تبكي بسبب جرح اصبعك وانت بعمر الخامسة ) إلا أنه بالنسبة للأحلام كالسوس الذي ينخر قوامها.
في كل فترة من حياة الشخص يكون لديه العديد من الأحلام، في الطفولة، المراهقة، الشباب ... بعضها قد يكون مجنوناً جداً والبعض الآخر يكون أفضل ما قد يفعله في حياته، لكن للأسف الشديد كلما تقدمنا في العمر يكون مصير هذه الأحلام الضياع وسط مشاغل الحياة!
العديد من الأشخاص يكون لديهم الكثير من الأهداف والأحلام الرائعة خصوصاً في نهاية فترة المراهقة، ولكن مع بداية مرحلة الشباب ومواجهة الشخص للحياة الحقيقية بمتطلباتها الكثيرة والمادية القاسية، تكون النتيجة أن الكثير من هؤلاء الأشخاص ينسون أصلاً أن كان لديهم أحلاماً وأهدافاً كبيرة تمنوا لو حققوها يوماً ما.
نعم، الحياة صعبة ومليئة بالمصاعب والمشاكل والكثير من المتطلبات لكن هناك دائماً وقت للسعادة، وقت للاستمتاع بالحياة، ووقت لتحقيق الأحلام! لكن كيف ستحقق هذه الأحلام إن لم تتذكرها أصلا؟ لهذا تكون النصيحة رقم صفر لتحقيق أحلامك هي "أكتب أحلامك"، اكتب أحلامك كي تحيى وتتحول إلى حقيقة، عندما تكتب الأحلام فأنت تعطيها سبباً آخراً لتتحقق.
إذن، كيف تكتب أحلامك؟ : )
الطريقة بسيطة جداً، كما تكتب أي شيء! احضر قلماً وورقة وابدأ في كتابتها، سواء كانت أحلاماً كبيرة أو صغيرة، على المدى الطويل أو القصير، شخصية أو عامة ... كلما حصلت على حلم أو هدف جديد أكتبه في هذه الأوراق، اكتب ما يحلو لك. لكن لاحظ أنك على مدار شهور أو حتى سنوات ربما تكتب العديد من الأشياء وسينتهي بك الحال بمجموعة كبيرة من الأوراق المتناثرة هنا وهناك، والتي قد تمسي هذه الأوراق كابوساً حياً وليست مخزناً للأحلام .
لذا؛ إن أردت نصيحتي، احصل على دفتراً كبيراً وخصصه لكتابة الأحلام والأهداف، ويفضل أن تدون بجوار كل هدف تاريخ كتابته، على الأقل الشهر والسنة. هذا الدفتر الكبير أو "كتاب الأهداف" كما أحب أن اسميه سيبقى معك لفترة طويلة ولن يساعد فقط في حفظ أحلامك من النسيان إنما أيضاً سيحافظ عليها مرتبة ومنظمة مما يساعدك على تحقيقها.
حسناً، الآن لنبدأ من جديد : )
لماذا تكتب أهدافك؟
بالتأكيد الإجابة ستكون "لتحقيقها"! لكن السؤال مازال لماذا؟ تختلف الاجابة من شخص لآخر ومن هدف لآخر، بعض الأشخاص لديهم أهداف تتعلق بتحقيق الاستقرار المادي كوظيفة أو مشروع تجاري مثلاً، البعض الآخر يهدف إلى حل مشكلة اجتماعية منتشرة في مجتمع ما أو لتحقيق العدالة الاجتماعية، آخرون اهدافهم تتعلق بالبيئة، غيرهم بالتنمية الذاتية أو تحقيق الذات ... إلى آخر الأسباب والدوافع المختلفة لدى الاشخاص المتعلقة بكل هدف، الأمر كله يتوقف عليك وعلى هدفك.
كيف ومتى؟
هذا ما لن تكتبه في دفترك، لأنها أشياء تتوقف على العديد من العوامل والظروف وانت فقط من تستطيع تحديد "كيف ومتى" يمكن تحقيق هذه الأهداف.
ما هي بالضبط الأحلام والأهداف التي ستكتبها في دفترك؟
ربما تكون هذه أهم نقطة في المقال، ما هي بالضبط الأحلام/الأهداف التي ستكتبها في دفترك؟ قد تلاحظ أني استخدمت كلمتي أحلام وأهداف كمترادفتين وهذا لأن المقصود فعلاً ليس الأشياء الكبيرة، الجوهرية، المصيرية في حياة الشخص (وهذا ما قد يُفهم اذا استخدمت كلمة أحلام فقط) إنما ما ستكتبه هو كل شيء تود أن تفعله، صغيراً كان أم كبيراً، قريباً كان أم بعيداً، كل هدف هو بمثابة حلم مصغر مستقل بذاته.
لذا ليس من المفترض أن تكتب في كتابك أشياء من قبيل "أريد أن أكون أكثر الأشخاص نجاحاً في مجالي" أو "أريد أن أكون أغنى شخص في العالم" أو "أريد أن أسيطر على العالم" (حسناً، إذا كنت ستفعل هذا حقاً، أعلمني فربما أشترك معك إذا اعجبتني خطتك في السيطرة على العالم )
لا تكتب أهدافاً عائمة غير محددة المعالم، اكتب أشياءً محددةً أكثر، أشياء تعتقد أنها مفيدة أو ستستمتع بها وتجعلك أكثر سعادة، اكتب ما تريد بغض النظر عن الوقت والكيفية، فلا شيء يبق كما هو، الأمور تتغير دائماً وما لا تستطع فعله الآن قد يكون أسهل مما تعتقد لاحقاً.
على سبيل المثال أنا خصصت جزء من الدفتر للأماكن التي أود زيارتها، مثلاً أريد زيارة دير سانت كاترين العتيق في سيناء، أود زيارة بلدة صديقي الذي تعرفت عليه أثناء أدائي فترة الخدمة العسكرية الإلزامية وزيارة مزرعة الألبان الكبيرة التي حدثني عنها كثيراً وتصويرها وكتابة مقال عنها (يا ترى هل سيسمح لي صاحب المزرعة بهذا؟ لا أعرف!)، أود زيارة السد العالي في أسوان وحضور أحد الأعراس الشعبية هناك.
لدي أيضاً خطة محددة سأعمل عليها لمساعدة البيئة والحفاظ عليها في المكان الذي أحيا فيه، لدي مواضيع اجتماعية محددة سأعمل عليها وأكتب عنها لعلها تساهم في حل بعض المشاكل الاجتماعية في مجتمعاتنا ... لدي الكثير من الأشياء التي أود فعلها وتنفيذها لأحقق أكبر قدر من الاستمتاع بالحياة، لإفادة المجتمع، لتحقيق الذات، والكثير من الأشياء الأخرى، الأجدر بك أن تبدأ أيضاً : )
إليك بعض النصائح التي قد تفيدك أيضاً:
كلمة أخيرة:
قيل قديماً "الحبر الضعيف أفضل من الذاكرة القوية"، وأن كلمة "انسان" مشتقة من النسيان، وعلى الرغم من أن النسيان في حد ذاته شيء عظيم جداً (وإلا كنت إلى الآن تبكي بسبب جرح اصبعك وانت بعمر الخامسة ) إلا أنه بالنسبة للأحلام كالسوس الذي ينخر قوامها.
في كل فترة من حياة الشخص يكون لديه العديد من الأحلام، في الطفولة، المراهقة، الشباب ... بعضها قد يكون مجنوناً جداً والبعض الآخر يكون أفضل ما قد يفعله في حياته، لكن للأسف الشديد كلما تقدمنا في العمر يكون مصير هذه الأحلام الضياع وسط مشاغل الحياة!
العديد من الأشخاص يكون لديهم الكثير من الأهداف والأحلام الرائعة خصوصاً في نهاية فترة المراهقة، ولكن مع بداية مرحلة الشباب ومواجهة الشخص للحياة الحقيقية بمتطلباتها الكثيرة والمادية القاسية، تكون النتيجة أن الكثير من هؤلاء الأشخاص ينسون أصلاً أن كان لديهم أحلاماً وأهدافاً كبيرة تمنوا لو حققوها يوماً ما.
نعم، الحياة صعبة ومليئة بالمصاعب والمشاكل والكثير من المتطلبات لكن هناك دائماً وقت للسعادة، وقت للاستمتاع بالحياة، ووقت لتحقيق الأحلام! لكن كيف ستحقق هذه الأحلام إن لم تتذكرها أصلا؟ لهذا تكون النصيحة رقم صفر لتحقيق أحلامك هي "أكتب أحلامك"، اكتب أحلامك كي تحيى وتتحول إلى حقيقة، عندما تكتب الأحلام فأنت تعطيها سبباً آخراً لتتحقق.
إذن، كيف تكتب أحلامك؟ : )
الطريقة بسيطة جداً، كما تكتب أي شيء! احضر قلماً وورقة وابدأ في كتابتها، سواء كانت أحلاماً كبيرة أو صغيرة، على المدى الطويل أو القصير، شخصية أو عامة ... كلما حصلت على حلم أو هدف جديد أكتبه في هذه الأوراق، اكتب ما يحلو لك. لكن لاحظ أنك على مدار شهور أو حتى سنوات ربما تكتب العديد من الأشياء وسينتهي بك الحال بمجموعة كبيرة من الأوراق المتناثرة هنا وهناك، والتي قد تمسي هذه الأوراق كابوساً حياً وليست مخزناً للأحلام .
لذا؛ إن أردت نصيحتي، احصل على دفتراً كبيراً وخصصه لكتابة الأحلام والأهداف، ويفضل أن تدون بجوار كل هدف تاريخ كتابته، على الأقل الشهر والسنة. هذا الدفتر الكبير أو "كتاب الأهداف" كما أحب أن اسميه سيبقى معك لفترة طويلة ولن يساعد فقط في حفظ أحلامك من النسيان إنما أيضاً سيحافظ عليها مرتبة ومنظمة مما يساعدك على تحقيقها.
حسناً، الآن لنبدأ من جديد : )
لماذا تكتب أهدافك؟
بالتأكيد الإجابة ستكون "لتحقيقها"! لكن السؤال مازال لماذا؟ تختلف الاجابة من شخص لآخر ومن هدف لآخر، بعض الأشخاص لديهم أهداف تتعلق بتحقيق الاستقرار المادي كوظيفة أو مشروع تجاري مثلاً، البعض الآخر يهدف إلى حل مشكلة اجتماعية منتشرة في مجتمع ما أو لتحقيق العدالة الاجتماعية، آخرون اهدافهم تتعلق بالبيئة، غيرهم بالتنمية الذاتية أو تحقيق الذات ... إلى آخر الأسباب والدوافع المختلفة لدى الاشخاص المتعلقة بكل هدف، الأمر كله يتوقف عليك وعلى هدفك.
كيف ومتى؟
هذا ما لن تكتبه في دفترك، لأنها أشياء تتوقف على العديد من العوامل والظروف وانت فقط من تستطيع تحديد "كيف ومتى" يمكن تحقيق هذه الأهداف.
ما هي بالضبط الأحلام والأهداف التي ستكتبها في دفترك؟
ربما تكون هذه أهم نقطة في المقال، ما هي بالضبط الأحلام/الأهداف التي ستكتبها في دفترك؟ قد تلاحظ أني استخدمت كلمتي أحلام وأهداف كمترادفتين وهذا لأن المقصود فعلاً ليس الأشياء الكبيرة، الجوهرية، المصيرية في حياة الشخص (وهذا ما قد يُفهم اذا استخدمت كلمة أحلام فقط) إنما ما ستكتبه هو كل شيء تود أن تفعله، صغيراً كان أم كبيراً، قريباً كان أم بعيداً، كل هدف هو بمثابة حلم مصغر مستقل بذاته.
لذا ليس من المفترض أن تكتب في كتابك أشياء من قبيل "أريد أن أكون أكثر الأشخاص نجاحاً في مجالي" أو "أريد أن أكون أغنى شخص في العالم" أو "أريد أن أسيطر على العالم" (حسناً، إذا كنت ستفعل هذا حقاً، أعلمني فربما أشترك معك إذا اعجبتني خطتك في السيطرة على العالم )
لا تكتب أهدافاً عائمة غير محددة المعالم، اكتب أشياءً محددةً أكثر، أشياء تعتقد أنها مفيدة أو ستستمتع بها وتجعلك أكثر سعادة، اكتب ما تريد بغض النظر عن الوقت والكيفية، فلا شيء يبق كما هو، الأمور تتغير دائماً وما لا تستطع فعله الآن قد يكون أسهل مما تعتقد لاحقاً.
على سبيل المثال أنا خصصت جزء من الدفتر للأماكن التي أود زيارتها، مثلاً أريد زيارة دير سانت كاترين العتيق في سيناء، أود زيارة بلدة صديقي الذي تعرفت عليه أثناء أدائي فترة الخدمة العسكرية الإلزامية وزيارة مزرعة الألبان الكبيرة التي حدثني عنها كثيراً وتصويرها وكتابة مقال عنها (يا ترى هل سيسمح لي صاحب المزرعة بهذا؟ لا أعرف!)، أود زيارة السد العالي في أسوان وحضور أحد الأعراس الشعبية هناك.
لدي أيضاً خطة محددة سأعمل عليها لمساعدة البيئة والحفاظ عليها في المكان الذي أحيا فيه، لدي مواضيع اجتماعية محددة سأعمل عليها وأكتب عنها لعلها تساهم في حل بعض المشاكل الاجتماعية في مجتمعاتنا ... لدي الكثير من الأشياء التي أود فعلها وتنفيذها لأحقق أكبر قدر من الاستمتاع بالحياة، لإفادة المجتمع، لتحقيق الذات، والكثير من الأشياء الأخرى، الأجدر بك أن تبدأ أيضاً : )
إليك بعض النصائح التي قد تفيدك أيضاً:
- لا تكتب الكثير من التفاصيل، اكتب فقط ما يكفي لأن تفهم لاحقاً ما كتبت.
- ضع علامة بلون مختلف أو ظلل الأشياء التي حققتها فعلاً، فعندما ترى مدى تحقق أحلامك تحصل على دفعة معنوية كبيرة للاقبال على الحياة.
- قسم دفترك إلى أقسام بحسب الموضوع أو الأهمية أو الأولوية.
- اكتب بعضاً من أهدافك الكبيرة أو التي تود تحقيقها كثيراً في ورقة خارجية وعلقها في غرفتك لكي تذكرك دائماً.
- الحبر الضعيف أفضل من الذاكرة القوية، هذا ليس فقط للأهداف والأحلام انما أيضاً للأفكار، خصص دفتراً لتكتب فيه أي أفكار جيدة تخطر ببالك، فالعديد من الأفكار التي لا يسعك تنفيذها الآن قد تكون مفتاح سعدك لاحقاً.
- لا تدع أحداً -أبداً- وتحت أي ظروف يحبطك : )
كلمة أخيرة:
- قررت كتابة هذا المقال من أكثر من ثلاث سنوات ولم أكن لأفعل هذا الآن إلا لأني قد كتبت عنوان المقال في قصاصة وجدتها من مدة قريبة : )
- عليك أن تتذكر دائماً أنه عندما يغلق باباً فإنه يفتح آخر، فلا تركز طويلاً على الباب المغلق فيمنعك من رؤية الأبواب الجديدة المفتوحة، الحياة لا تقف على أحد ولا على شيء مهما كان، إذا لم تستطع تحقيق حلم ما فربما لم يكن حلمك وأنه بانتظارك آخر أفضل =)
مقال جميل يا أحمد
ردحذفيا ريت تستمر في الكلام الجميل ده
داه انت تنفع كمان في مجال التنميه البشرية يا حمادة
ردحذفمقال جميل وفقك الله و ان شاء الله تخلص الخدمة العسكريه سريعا
kab :)
Bahaa Elsayed
ردحذفشكراً : )
وإن شاء الله هحاول اكتب من وقت للتاني حاجات زي كدا : )
كريم
ربنا يخليك يا باشا ... بعض ما عندكم :-)
وخلاص هانت كلها عشر أيام وأخلص إن شاء الله ^_^
حلمي اسوي منظمه حفاظه على سلام وانهي عصبات به قتلهم واسوي مطعم فيه طعام لا نهائي
ردحذف